المؤتمر العربي الأول للتدريب وتنمية الموارد
البشرية- رؤية مستقبلية -عنوان الورقة: تحديد الاحتياجات التدريبية
تعريف الاحتياجات التدريبية:
يعرف
الاحتياج لغة بأنه الافتقار والنقص، والحاجة تعني القصور عن المبلغ المطلوب (1). والاحتياج هو ما يتطلبه الشيء لاستكمال
نقص أو قصور فيه (2).
أما
الاحتياجات التدريبية فيعرفها درويش وتكلا بأنها: مجموعة التغيرات المطلوب إحداثها
في الفرد والمتعلقة بمعارفه، ومهاراته ، وخبراته، وسلوكه، واتجاهاته لجعله لائقاً
لشغل وظيفة أعلى، أو لأداء اختصاصات وواجبات وظيفته الحالية بكفاءة عالية (3).
هذا ويعرف البعض
الاحتياج التدريبي بأنه التفاوت بين ما هو كائن وما يجب أن يكون. وللوصول إلى
تحديد الاحتياجات التدريبية فانه يجب أن نحدد السلوك أو الأداء المراد تغييره أو
تطويره، والسلوك أو الأداء المستهدف بعد التدريب، ويلاحظ أن الاختلاف أو الفرق بين
السلوك أو الأداء المستهدف هو الأساس
لمعرفة درجة الاحتياج التدريبي الذي نسعى للوصول أليه(4).
وهناك من يعرف
الاحتياجات التدريبية بأنها جوانب النقص التي قد يتسم بها أداء العاملين في منظمة
ما – لأي سبب من الأسباب والتي يجب أن تتضمنها برامج التدريب المقدمة إلى هؤلاء
العاملين بما يعمل على تحسين هذا الأداء (5).
ويمكن الخروج من المفاهيم
المختلفة للاحتياجات التدريبية بالآتي :
·
إنها معلومات
واتجاهات ومهارات وقدرات معينه- فنية أو سلوكية يراد تنميتها أو تغييرها أو
تعديلها.
·
إنها تمثل نواحي ضعف أو
نقص فنية أو إنسانية، حالية أو محتملة في قدرات العاملين أو معلوماتهم أو
اتجاهاتهم أو مشكلات محددة يراد حلها
·
إنها عملية مستمرة
غير منتهية وذلك نتيجة للتغييرات التنظيمية أو التكنولوجية أو الإنسانية أو بسبب
الترقيات أو التنقلات، التوسعات ، عمليات التطوير، أو بسبب بعض المشكلات غير
المتوقعة وغيرها من الظروف التي تتطلب إعداداً وتدريباً ملائماً ومستمراً
لمواجهتها.
·
إنها توفر ما يمكن
تسميته باستمرارية النضج والتقويم الذاتي، فتحديد الاحتياجات التدريبية يسمح
بالمراجعة المستمرة للواقع ودوره في الوصول إلى وضع افضل.
·
إنها بوجه عام أهداف
للتدريب تسعى المنظمة إلى تحقيقها، فالتدريب لا يكون إلا إذا كانت هناك احتياجات
تدريبية.
وبما أن المهمة الأساسية للتدريب هي توفير برامج لتنمية
الموارد البشرية. ولضمان تقديم هذه البرامج في الوقت المناسب لذا يجب أن يتم تخطيط
وتنفيذ العديد من الأنشطة المهمة ضمن عمليات التدريب والتطوير. ومن أهم هذه
الأنشطة تحديد الاحتياجات. وتعتبر عملية تحديد الاحتياجات التدريبية عملية مهمة
وحاسمة لنجاح البرامج التدريبية، وذلك لأن تحديد الاحتياجات التدريبية يتطلب ما
يلي (6):
·
تحديد الأفراد
المطلوب تدريبهم ونوع التدريب المطلوب ومدة البرامج والنتائج المتوقعة منهم.
·
يحدد للتدريب أهدافه
بدقة، كما يتقرر في ضوئها تصميم محتوى البرامج التدريبية، والوسائل المستخدمة في
التدريب واختيار المتدربين، وكذلك تقييم برامج التدريب.
·
يساهم في تحديد
المسافة بين المستوى الذي يكون عليه المتدرب قبل بدء التدريب، والمستوى الذي نأمل
وصوله إليه عند نهايته، إذ إن تقدير الاحتياجات التدريبية وقياسها قياسا علميا هو
الوسيلة المثلى لتحديد القدر المطلوب تزويده للمتدربين كما ً وكيفاً من المعلومات
والاتجاهات والخبرات الهادفة إلى إحداث التطوير ورفع الكفاءة المهنية.
·
يساعد في تشخيص مشكلة
ما، ويساعد على عملية التخطيط لحلها، ويبين مدى استحقاقية برامج التدريب من عدمها.
·
يسهم في تخفيض
النفقات والتقليل من الإهدار من خلال تحقيق أهداف التطوير بصورة شاملة، ورفع معدل
كفاءة الأداء والحصول على مستوى أعلى من إنتاجية العمل التي يتم تحقيقها عن طريق
التدريب.
إضافة إلى ذلك فإن المعلومات التي يتم
الحصول عليها في عملية تحديد الاحتياجات التدريبية يمكن أن تستخدم في عملية التنبؤ
بالاحتياجات التدريبية المستقبلية.
فعندما سئل كل من "بلاك
وموتن" Blake & Mouton عن أهم القضايا الخلافية في مجال تنمية
الموارد البشرية أجابا إلى أن الاستجابة إلى الاحتياجات على أساس مجرد الإحساس
والشعور وليس على أساس الاحتياجات الفعلية هي المشكلة الأولى التي تواجه المتخصصين
في مجال التدريب والتطوير. ولقد صاغ هوفمان Hoffman
ذلك بشكل قاطع عندما ذكر أنه قد تم تصميم معظم البرامج التدريبية بدون تحديد
للاحتياجات الفعلية (7).
هذا
وقد أشار كل من جون مارشال وساره كالدويل Marshall & Caldwell إلى أن مشاركة المتدربين
في تحديد احتياجاتهم التدريبية إنما يؤدي إلى إقبالهم بحماس على حضور الدورات
التدريبية وذلك لاتفاق احتياجاتهم التدريبية الحقيقية مع أهدافها ومضمونها (8).
ويرى إدجار دال Dale أن تبنى المتدربين لأهداف الدورات التدريبية
التي سيحضرونها واشتراكهم في تحديد احتياجاتهم التدريبية يسهم بالفعل في القضاء
على السلبيات التي قد تعترض عقدها. هذا فضلا عن أن المتدربين الذين يشاركون في
تحديد احتياجاتهم التدريبية إنما يصبحون أكثر مقدرة على النقد الذاتي، ومعرفة
لطاقتهم المهنية، ويستفسرون عن كل عمل يقومون به(9) .
2_
أهمية تحديد الاحتياجات التدريبية:
إن عملية تحديد الاحتياجات التدريبية
عملية مهمة وحاسمة لفعالية البرامج التدريبية وذلك للأسباب التالية(10):
أ- إن
تحديد الاحتياجات التدريبية هو الأساس لكل عناصر العملية التدريبية وأهمها عملية
تحديد الاحتياجات التدريبية، وتصميم محتوي البرنامج التدريبي ونشاطاته، وتقييم
البرنامج التدريبي. فتحديد الاحتياجات التدريبية يعد مؤشرا يوجه التدريب توجيها
صحيحا في تلك العمليات الفرعية.
ب- يساعد
تحديد الاحتياجات التدريبية في التركيز على الأداء الحسن، والهدف الأساسي من
التدريب.
ت- يوضح
تحديد الاحتياجات التدريبية الأفراد المطلوب تدريبهم، ونوع التدريب المطلوب،
والنتائج المتوقعة منهم.
ث- في
غياب تحديد الاحتياجات التدريبية أو تحديدها بشكل غير دقيق، إضاعة الجهد والوقت
والمال.
ونظرا لكون عملية تحديد الاحتياجات
التدريبية ليس عملا سهلا كما يظن البعض، فهو عمل مسحي منظم يكون في العادة عبارة
عن جهد تعاوني جماعي تضطلع به كافة أجهزة المنظمة بغية معاينة وفحص الفجوة ما بين
أهداف محددة و وضع قائم فعلا، ويكون هذا الجهد في صورة برنامج منظم أساسه وغرضه
تحديد الاحتياجات التدريبية للمتدربين، والتي تنبع من احتياجهم الفعلي في الجوانب
التي يشعرون بنقص في معرفتهم أو إتقانهم لها. فانه قد يشترك في تحديدها عدد من
الجهات ذات العلاقة وفقا لمستوى وموقع
المتدربين المستهدفين، وتبعا للهدف العام المراد تحقيقه.
3- مصادر تحديد الاحتياجات التدريبية:
فانه يمكن لجهة واحدة أو أكثر من الجهات التالية
الإسهام في تحديد الاحتياجات التدريبية(11):
أ- المتدرب
لأنه الشخص الوحيد الذي يشعر بجوانب القصور لديه أكثر من غيره.
ب- الرئيس
المباشر الذي يشرف على المتدرب المراد تحديد احتياجاته التدريبية .
ت- اختصاصي
التدريب وهو الشخص المتفرغ لشؤون التدريب الفنية والذي تقع على عاتقه مسؤوليات
تحديد الاحتياجات التدريبية.
ث- الخبير
المتخصص والمستشار وهو الشخص الذي ينتمي إلى هيئه تدريبية أو استشارية مستقلة
متخصصة في التدريب وتحديد احتياجه.
ج- الإدارة
العليا (المحلية أو المركزية) وذلك بحكم إشرافها العام على المتدرب، ووجود
التقارير الدورية لديها عنه طول فترة عمله في موقعه التابع لها.
ح- مراكز
التدريب المختصة وهي التي تعتبر بمثابة بيوت الخبرة المتخصصة، و التي تمتلك من
الخبرات الطويلة والتقنيات والطرق المسحية ما يؤهلها للعب دور بارز ومؤثر في شؤون
التدريب.
ولكن
لا يمكن لأي جهة من هذه الجهات تحديد الاحتياجات التدريبية دون وجود الطرف
المباشر وهو المتدرب، وإلا أصبح هدف
البرنامج التدريبي المبني على هذا التحديد غير مفهوم تماما عنده، وأصبح محتوى
البرنامج لا يمس الحاجات الحقيقية له بالصورة الكافية مما يقلل إن لم يفقد قيمته،
ولا يمكن للقائمين عليه التأكد فيما بعد من مدى تحقيق أهدافه.
4- أصناف الاحتياجات التدريبية:
هناك عدة طرق لتصنيف الاحتياجات التدريبية منها
(12):
1-تصنيفها حسب الهدف، أي تصنيفها إلى:_
أ- احتياجات
عادية لتحسين أداء الأفراد، مثل دورات المدرسين المعينين حديثا في أصول التدريس أو
في الأساليب التربوية.
ب-احتياجات
تشغيلية لرفع كفاءة العمل مثل الدورات المتعلقة بكيفية استخدام نظام إداري جديد أو
طريقة عمل جديدة.
ت-احتياجات
تطويرية لزيادة فعالية المنظمة، مثل دورات إعداد كوادر متكاملة لتشغيل وحدة فنية،
أو تخصيص منح للراغبين في العمل مستقبلا في المنظمة أو العاملين حاليا بهدف تأمين
الحصول على كوادر ماهرة مستقبلا حسب خطة الاحتياجات من الكوادر.
2-تصنيفها حسب الفترة الزمنية، أي تصنيفها إلى:-
أ- احتياجات
عاجلة (آنية-غير مخططة).
ب-احتياجات
قريبة المدى ( مخططة).
ت-احتياجات
مستقبلية (تطويرية /خطة بعيدة المدى).
3-تصنيفها حسب حجم التدريب أو كثافته، أي تصنيفها إلى:-
أ- احتياجات
فردية.
ب-احتياجات
جماعية.
4-تصنيفها حسب طريقة التدريب أو أسلوبه, أي تصنيفها إلى:-
أ- احتياجات
لتدريب عملي في الموقع / تطبيقي.
ب-احتياجات
لتدريب معرفي في قاعات /نظري.
5-تصنيفها حسب مكان التدريب أو جهته, أي تصنيفها إلى:-
أ- احتياجات
تدريبية أثناء العمل اعتماد على الخبرات الداخلية.
ب-احتياجات
تدريبية خارج العمل اعتمادا على مراكز وهيئات تدريبية أو مؤسسات مماثلة.
5-
مستويات الاحتياجات التدريبية
ويمكن النظر إلى مستويات الاحتياجات التدريبية وأصنافها من حيث
(13):
أ- مستوى
الأفراد: وهذه هي نقطة البداية في عملية تحديد الاحتياجات. فكل موظف حاجات فريدة
ترتبط بنوع وظيفته وطبيعتها، وخلفيته العلمية والثقافية، وخبراته العملية وشخصيته.
وان التركيز على الاحتياجات التدريبية للأفراد يجعل من الممكن وضع برنامج تدريبي
يلبي تلك الحاجات، كما يسهل تحقيق نتائج يأملها ويدركها الأفراد أصحاب العلاقة.
ب- مستوى
الجماعات : وهنا تتعلق الحاجات بمجموعة من مديرين ومسئولين أو مشرفين لهم حاجات
تدريبية مشتركة.
ت- مستوى
التنظيم : إن الأفراد والجماعات يعملون في تنظيم، ومن هنا فان المنظمات قد تجمع
الحاجات الفردية وحاجات الجماعات وتصمم برامج تدريبية وفق الموارد المتاحة للتوفيق
بين حاجات الأفراد والجماعات من جهة، وحاجات التنظيم ككل من جهة أخرى. وكذلك فان
المسئولين في المنظمات قد يحددون الحاجات التدريبية لمعالجة مشكلات تتعلق بالتنظيم
مثل ثقافة المنظمة، وقيم العاملين فيها، وعلاقاتهم الإنسانية، وأساليب الاتصالات
واتخاذ القرار بها، وبالتالي يصممون برامج تدريبية تعالج تلك المشكلات وينضم إليها
عاملون في المنظمة ومن مستوى إداري أو عدة مستويات.
ث- مستوى
الوطن (القطر) : وهنا تجري مسوحا عامة على مستوى الوطن فتحدد الاحتياجات التدريبية
في جميع القطاعات الإنتاجية والخدمية. تمهيدا لوضع برامج تدريبية عامة للعاملين في
تلك القطاعات. وقد يأخذ تحديد الاحتياجات التدريبية هنا شكل المديرين في القطر أو
مديري التسويق في جميع الوزارات العامة.
ج- مستوى
الأقاليم : وهنا يجري تحديد الاحتياجات التدريبية لقطاع إنتاجي أو مديرين من عدة
أقطار يضمهم إقليم جغرافي واحد يجمع بين أقطاره خصائص ثقافية أو سياسية أو
اقتصادية مشتركة.
ح- مستوى
العالم (المستوى الدولي) : نتيجة لتشابك العالم وترابط أجزائه بسبب ثورة المواصلات
والاتصالات، ونشوء أسواق عالمية، فأنة قد تحدد الاحتياجات لفئة معينة من المديرين
أو القطاعات الإنتاجية، أو لمعالجة مشكلات ذات طابع دولي مثل الفقر أو الإسكان أو
تلوث البيئة. وقد تسهم المنظمات الدولية إسهاما واضحا في مثل تلك العملية .
إن تناول الاحتياجات التدريبية أيا كانت مداخلة، فانه ينصب على
كيفية التوصل بصورة موضوعية ودقيقة إلى حجم الاحتياجات التدريبية المطلوبة ونوعها.
6- مداخل تحديد الاحتياجات التدريبية:
وتكاد تجمع أدبيات التدريب على أن مداخل تحديد الاحتياجات
التدريبية ثلاثة هي (14):
1-
مدخل تحليل المنظمة : ويتضمن دراسة المنظمة ككل من حيث الجوانب التالية:
أ- أهداف
المنظمة و مواردها وأساليب العمل فيها.
ب- تحليل
الهيكل التنظيمي وسياسات المنظمة والقوانين والأنظمة والتعليمات الخاصة المتعلقة
بالتدريب من حيث وضع التدريب الحالي في كل قسم من أقسام المنظمة، وهنا تجري دراسة
فعاليات التدريب وأنواعه، والمشكلات التدريبية، والمواد المتاحة، والاحتياجات
التدريبية المستقبلية، وما يتصل بذلك من قضايا.
ت- دراسة
وتحليل القوى العاملة.
ث- تحليل
مؤشرات العمل.
ج- تحليل
المناخ التنظيمي.
2- مدخل تحليل الوظيفة: ويجري تحليل الوظيفة
من دراسة وصف الوظيفة ومواصفات الوظيفة. وهنا تجري مقارنة وصف الوظيفة بمواصفات
شاغل الوظيفة واستنباط أهم المعارف والمهارات والكفايات والقدرات والصفات التي
تنقص شاغلي الوظائف. كما قد تجري مقارنة مواصفات الوظيفة المطلوبة بمواصفات
الوظيفة الواقعية الحالية المتوفرة لدى شاغل وظائف معينة. وهنا يقوم المخطط
للتدريب بجمع المعلومات عن الظروف المحيطة بالوظيفة والمعلومات والمهارات والقدرات
الضرورية لأدائها. والغرض من ذلك تحديد ما يجب أن يعرفه الموظف لتأدية تلك الوظيفة
أو المهمة من اجل الوصول إلى الأهداف المرجوة. وبالإضافة إلى ذلك، يقوم المخطط
للتدريب بتحليل مسؤوليات الوظيفة أو العملية المتضمنة في كل مهمة، وغالبا ما يأخذ التوصيف الوظيفي كأساس للحصول على مثل تلك
المعلومات. ويمكن استخدام المعلومات المجمعة عن الوظائف الحالية والمستقبلية
لتحديد ما يجب أن يدرب علية الموظف. وهذا يتطلب تحديد كل معايير الأداء والواجبات
والمهام التي تتضمنها الوظيفة وطريقة أدائها بالإضافة إلى المعارف والكفايات
اللازمة لأدائها. وبهذا، فان برنامج التدريب يمكن أن يقدم عائدا واستثمارا مناسبا
إذا ارتبط مباشرة مع العمل لا مع شاغل الوظيفة.
أما طرق تحليل العمليات (الوظيفة) فإنها كثيرة، ألا انه يمكننا
تقسيم المعلومات والبيانات المطلوبة لعملية التحليل إلى ثلاثة أنواع (15):
أ- معلومات
تتعلق بواجبات ومهام الوظيفة.
ب- معلومات
تتعلق بالمسؤوليات المترتبة على شاغل الوظيفة حتى يتمكن من أدائها.
ت- معلومات
تتعلق بالمهارات والكفايات والمعرفة الضرورية لإنجاز هذه المهمات بشكل كاف ومرض.
و أخيرا فان العناصر الأساسية التي تشملها عمليه تحليل
(الوظائف) يمكن تلخيصها كالأتي (16):
أ- اسم
الوظيفة وموقعها في الهيكل التنظيمي.
ب- خلاصة
الوظيفة، جملة أو جملتين تعطي فكرة عامة عن الوظيفة.
ت- المهام
المطلوبة، وهذه عادة تتطلب لائحة كاملة للمهمات التي تشملها الوظيفة، مع الإشارة
إلى توزيع وقت الموظف بين هذه المهمات.
ث- علاقة
الوظيفة بالوظائف الأخرى في الهيكل التنظيمي ( ما فوقها وما تحتها مباشرة).
ج- الإشراف
ويقصد به عدد الذي يشرف عليهم شاغل الوظيفة واسماء وظائفهم.
وتستخدم عدة بدائل لتحليل الوظيفة أهمها: المقابلة، والملاحظة ،
والاستبيان، وتحليل المشكلات (17)، وقد نستعين بالتحليل الوظيفي لتقدير
الحاجة التدريبية، آي النظرة إلى الوصف الوظيفي
ومواصفات الوظيفة (18).
3-
مدخل تحليل الفرد: ونحاول هنا أن نقيس أداء الفرد في وظيفته، وتحديد المعارف
والمهارات والاتجاهات اللازمة لتطوير أدائه، وينصب التحليل هنا على العامل وليس
على الوظيفة. ونستخدم في هذا المدخل أسلوب الملاحظة أو المقابلة أو تقارير تقييم
الأداء، أو توزيع قوائم رصد الاحتياجات التدريبية على عدد الأفراد.
7-
تحديد نوع الاحتياجات الضرورية للمتدرب:
تختلف الاحتياجات التدريبية لكل تدريب، وهذه الاحتياجات هي بمثابة الأسباب التي
تدعو إلى تنظيم البرامج التدريبية باختلاف أشكالها فهناك برامج الإعداد، وبرامج
التطوير والتجديد والتثقيف وغيرها. ويحتاج المتدرب عموما لكي يستفيدوا من برامج
التدريب إلى:
1-
توفير مدربين أكفاء:
إن
المدرب الذي لا يعرف أساليب التدريب، قد يكون معلم غير ناجح، وذلك يرجع إلى أحد
الأسباب التالية (19):
أ- قد
يتجاهل المدرب تدريس كل العملية، وذلك لأنها أصبحت من الثوابت لديه، ولكن المتدرب
لا يعرف ذلك، على المدرب إذن ربط جميع المعلومات الأساسية وتقديمها إلى المتدرب.
ب- قد
يركز المدرب على بعض الأمور التي يعتقد بأهميتها ويستغرق فيها وقتا طويلا.
ت- قد
يكون المتدرب غير صبور مع بعض المتدربين الذين لا يفهمون بسرعة، ومن ثم يعتقد أن
هذا المتدرب بليد.
ث- قد
يجد صعوبة في التدريس واستخدام الكلمات المناسبة التي توصل المعنى.
ج- قد
يكون المدرب عدائيا اتجاه المتدرب، وذلك بسب عدم معرفته في العلاقات الإنسانية،
فالمدرب الجيد يستطيع اكتساب ثقة المتدربين وتعاونهم.
ومن هنا يجب أن يكون المدرب ملما
بأساليب التعليم إلماما تاما، وذلك لإحداث الأثر المطلوب. إن هناك اعتبارات عديدة
على المدربين أن يضعوها في اعتبارهم. فمثلا الفروق الفردية بين المتدربين تؤثر
بطريقه أو بأخرى على نتائج التدريب،
وينبغي أن يتم تعديل التدريب ليتلاءم مع مثل هذه الفروق. فالأفراد الكبار
في السن تكون سرعة الاستجابة لديهم أبطأ من غيرهم، وتنشأ عن هذه الفروق عامة من
الاختلافات في القدرات العقلية والحركية (20).
إن كبار السن يتذكرون بدرجة اقل ممن
يصغرونهم سنا، وهذا متعلق بضعف ذاكرتهم قصيرة المدى، وهذا الضعف من شأنه أن يقلل
من فرص التقدم في التعلم أثناء عملية التدريب، خاصة في مواقف مثل حل المشكلات،
ولذلك من الملاحظ أن أداء كبار السن في المهام التي تتكون من عدة خطوات يكون اقل
من سرعة ولكن اكثر دقه (21)
فالمدرب
الجيد هو الذي يكون على قدر واسع من المعرفة بالنظريات النفسية والتربوية الخاصة
التي تفسر عمليات التعليم والتعلم والفروق الفردية بين الأفراد، بالإضافة إلى
إتقان مهارات استخدام معينات التدريب.
2-توفير
مكان ملائم:
ينبغي أن يتوفر في مكان التدريب أثاث
ملائم للمتدربين حيث يتاح لكل مشترك مقعد وطاولة إذ انه يحتاج لان يكتب أو يقوم
ببعض الأنشطة اليدوية. إن أي دورة بغض النظر عن عدد المشاركين قد تتطلب تقسيم
المشتركين عدة مجموعات اصغر ولعب الدور قد يتطلب المحاكاة، حيث يشترك فريق يكون من
فردين أو ثلاثة أفراد أما المناقشات فقد تتطلب مجموعات فرعية. لذلك يعتبر التأكد
من وجود المكان الملائم للتدريب أمرا ضروريا. وإذا كانت هناك قاعة كبيرة متاحة،
فكل من الأركان الأربعة للغرفة يمكن استخدامها لتخدم المجموعات الفرعية، لكن ينبغي
تنظيم الطاولات والكراسي والشاشات والسبورات والأجهزة الأخرى وتنظيمها مسبقا حتى
نتلافى مضيعة الوقت. إن إزعاج إحدى
المجموعات قد يؤثر على الأخرى لذلك كان لابد من الإعداد لفصل الغرفة أو لوجود
الغرف المنفصلة.
ومن شروط نجاح البرامج
التدريبية توفر الأماكن الملائمة لتنفيذ هذه البرامج وقد لا تتحقق الأهداف المقررة
بسب سوء اختيار مكان التدريب. وقد يؤثر مناخ التدريب مثل حجرة الدراسة وترتيبات
التدريب خارج المباني ومكان العمل وغير ذلك من المواقع، في اختيار نوع النشاط.
ويجب أن نتأكد من أن المناخ أو بيئة التدريب مجهزة بشكل كاف، مثل وجود المعدات السمعية
والبصرية، وكذلك الساحات المفتوحة للنشاط. وتكون إجراءات التنظيم والترتيب تحت
هيمنة المدرب، مع توفير الأجهزة والآلات المساعدة عند الحاجة إليها.
3-
توافر حوافز للمتدربين:
ينبغي أن يوجد دافع عند العاملين لكي
يقبلوا على التدريب، بدافع تحسين أدائهم وتطوير كفاياتهم. وتتكون الدوافع من عدة
عوامل معقدة هي التي تبقي نشاط الفرد قويا، هذا النشاط هو الذي يأخذ على عاتقه
تحقيق الأهداف الشخصية. ويوجد العديد من النظريات التي فسرت الدافعية مثل نظرية
هرمية الحاجات لماسلو والتي تفترض وجود خمسة مستويات من الحاجات (الفسيولوجية،
والحاجة إلى للأمن و الانتماء و التقدير، والحاجة إلى تحقيق الذات)، وتنشط الحاجات
في المستويات العليا كلما تم إشباع الحاجات في المستويات الدنيا. وهناك نظرية :
هيرزبرج الذي ميز عاملين مؤثرين في عمل الدافعية، وهي المحفزات وعوامل الإبقاء أو
الإدامة. وكل من العاملين يتضمن مجموعات مستقلة من المكونات، مجموعة المحفزات
المرتبطة بالرضا عن العمل. أما مجموعات الإبقاء والإدامة فهي مرتبطة بعدم الرضا عن
العمل. مكونات المحفزات تشبع الحاجات ذات المستوى الأعلى، الحاجة للتقدير وتحقيق
الذات، بينما مكونات الإدامة تشبع الحاجات الدنيا مثل الحاجة إلى الأمن والانتماء.
إن
توفر الحوافز المادية والمعنوية من الأشياء الضرورية التي ينبغي أن تتوفر في أي
برنامج تدريب، قد يكون الالتحاق بالبرنامج التدريبي نفسه حافز للتدريب، وقد يكون
في شهادة الانتهاء من البرنامج حافزا، وقد يكون في المكافأة أو زيادة الراتب حافزا
آخر، إن نوعية المتدربين أنفسهم أيضا تستطيع أن تحدد نوعية الحوافز التي يمكن أن
تمنح لهم، فالعمال في أدنى المستويات قد ترضيهم الحوافز المادية وتشبع حاجاتهم،
بينما القيادات في المستويات العليا من التنظيمات قد يرضيهم مجرد الالتحاق ببرنامج
تدريبي يهدف إلى إثراء معلوماتهم، لذلك كان من الضروري الاهتمام باختيار الحافز
الملائم لكل فئة من المتدربين. وتأتي أهمية الحافز في أنه أحد الأسباب التي تساعد
على إنجاح البرامج التدريبية وضمان استفادة المتدربين منه أقصى استفادة.
3-
توفير وسائل التنقل:
تصبح وسيلة النقل هامة بالنسبة
للمتدربين إذا قدموا من مناطق بعيدة، وكان مكان التدريب غير مألوف بالنسبة لهم. إن
الانتقال عادة ما يكون مكلفا ويحتاج إلى تنظيم خاص. وعندما يكون المتدربون من
منطقة واحدة أو مناطق متقاربة ، فان اشتراكهم في وسيلة نقل واحدة يكون شيئا مفيدا،
بالإضافة إلى أنه يزيد من نصيبهم في المخرجات التعليمية لأنهم يتقاسمون الأفكار
والآراء في رحلة الذهاب والإياب.
إذا أردنا انتظام المتدربين في البرامج التدريبية، فلابد من
توفر وسائل النقل للمتدربين من مقار أعمالهم إلى مراكز التدريب. ومن أسباب نجاح الدورات
التدريبية التأكد من أنه لا توجد مشاكل قد تعوق المتدرب من الانتظام اليومي في
الدورات.
ومن هنا نرى أن تحديد الاحتياجات التدريبية يعتبر من العناصر الأساسية في تصميم التدريب الدقيق
لمقابلة هذه الاحتياجات، ويساعد على جعل النشاط التدريبي نشاطا هادفا ذا معنى
للمتدربين، ويجعله نشاطا واقعيا يوفر كثيرا من الجهود والنفقات، ولكي
يحقق التدريب أهدافه، يجب أن يعتمد على نشاط أو جهد مخطط هادف، يقوم على الدراسة
العملية والعلمية للكشف عن الاحتياجات التدريبية، حيث أن مشكلة التدريب إنما تتركز
في كثير من الأحيان في عدم تحديد الاحتياجات التدريبية الدقيقة التي تليها البرامج
التدريبية، ومن ثم فان الجهد التدريبي يفقد هدفه الدقيق، وبالتالي يحدث التشتت
والضياع.
أن فعالية تخطيط، وتصميم، وتنفيذ التدريب يعتمد أساساً على
فعالية تحديد الاحتياجات التدريبية، حيث أن عملية تحديد الاحتياجات التدريبية
يترتب عليها تقديم النوع المطلوب من التدريب، ومن يحتاج إليه، ومستوى الأداء
المطلوب، ويترتب عليه أيضا تقرير أهداف التدريب بدقة.
1.
محب الدين الواسطي
الزبيدي: شرح القاموس المسمي تاج العروس(من جواهر القاموس)، الجزء الأول, دار
الفكر العربي، القاهرة، 1965، ص25.
2.
Mario, p.,:
The lexicon webstrr dictionary, vol.11, (New york: the Delair Publising
Company. inc., 1983), p.637.
3.
عبد الكريم درويش
وليلى تكلا: أصول الإدارة العامة، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1980، ص603.
4.
رداح الخطيب: تحديد
الاحتياجات التدريبية. مجلة كلية التربية جامعة أسيوط، العدد (26) يونية 1995،
ص660.
5.
حمدي عبد العزيز
الصباغ: برنامج لتدريب معلمي العلوم بالمرحلة الثانوية العامة في ضوء احتياجاتهم
التدريبية. مجلة كلية التربية جامعة عين شمس، العدد الثامن عشر، الجزء الثالث،
القاهرة 1994، ص 147.
6.
هيام نجيب شريدة:
الاحتياجات التدريبية للعاملين الاداريين في جامعة اليرموك، دراسات تربوية، المجلد
التاسع، الجزء (61)، رابطة التربية الحديثة، القاهرة،1994، ص 247.
7.
وليم تريسي: تصميم
نظم التدريب والتطوير، ترجمة سعد احمد الجبالي، مراجعة سعيد علي الشواف، معهد
الادارة العامة، المملكة العربية السعودية، 1990ن ص81.
8.
Marshall,J.C
& Caldwell, S.: How valid are formal, informal needs assessment methods for
planning staff development programs. NASSAP Pulletin, no.15.,1984.p.17.
9.
Dale, E.
:Education or traninig, Programmed learning & educatinal tecnology, vol.
22, no. 1., feb.,1985, p21.
10.
عبد الهادي درة:
التدريب مفهومه ومدخل نظمي له، رسالة المعلم، المجلد الثاني والثلاثون، العددان
الأول والثاني، 1991، ص8.
11.
يونس ناصر:
الاحتياجات التدريبية، ورقة مقدمة للدورة التدريبية لمسئولي تدريب المعلمين أثناء
الخدمة في وزارات التربية والتعليم في البلاد العربية، المنعقدة في ليبيا في
الفترة من 21-31 اكتوبر 1995، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1995 ص ص
59_61.
12.
محمد حربي حسن
واخرون: المدخل النظمي كأسلوب شامل ومرن لتحديد الاحتياجات التدريبية، المجلة
العربية للإدارة، المجلد العاشر، العدد الأول، 1990، ص ص77_78.
13.
Milam Jubr
and Joseph Prokopenko , “ Diagnosing
Mangement Traning and Development Needs: Concepts and
Techniques (Geneva: International Labour Offic, 1989, PP,30-31.
14.
عبد الهادي درة،مرجع
سابق، ص28.
15.
محمد عبد الفتاح ياغي:التدريب الإداري بين النظرية والتطبيق,الطبعة
الأول،( السعودية،جامعة الملك سعود،1990)،ص87.
16.
محمد عبد الفتاح ياغي
: مبادئ الإدارة العامة"،( الرياض : مطابع الفرزدق،1990)، ص89.
17.
محمد حامد
حسنين،" تحديد الاحتياجات التدريبية في القطاع العام الأردني ودور معهد
الإدارة العامة في تلبيتها"، رسالة ماجستير غير منشورة، مقدمة إلى قسم
الإدارة التربوية، كلية التربية، الجامعة الأردنية، عمان،1987، ص14.
18.
عبد الباري درة وزهير
صباغ،" إدارة القوى البشرية: منحى نظمي"،( عمان: دار الندوة
للنشر والتوزيع،1990)،ص 20.
اشكرك مقالة غنية بالمعلومات
ردحذفاتشرف بدعوتكم
مكتب محمد الحسينى المحامى فون وواتساب 00201203270033
ادعم العميل الخليجى فى مصر عن طريق توفير كل ما يحتاجة
انهاءاجراءات الاقامة-تاسيس الشركات والمؤسسات-توثيق الزواج نظاميا فى مصر-نقل ملكية العقارات-
صياغة وتصديق العقود
زوروا موقعى من هنا